المنتدى الاقتصادي الدولي السنوي السادس والعشرون في سانت بطرسبرغ… تحدي آخر لروسيا أم فرصة عظيمة؟

0
4567887654675

مساهمة لموقع سيريالزم

 

رغماً عن العقوبات المفروضة على روسيا، والظروف المعقدة التي تواجهها في ظل استمرار المعارك في دونباس، فإنها تبدو مريحة وتستمر في متابعة دورها الدولي من خلال استضافة الأحداث الدولية في مختلف القطاعات.

حيث تستضيف روسيا، خلال الفترة من 14 إلى 17 يونيو، الدورة 26 لمنتدى سانت بطرسبرغ الاقتصادي الدولي.

على مدى السنوات الماضية، أثبت المنتدى أنه أحد أكبر وأهم الأحداث التجارية والاقتصادية في العالم.

فعلى مدى السنوات الخمس والعشرين الماضية، عزز المنتدى مكانته كحدث دولي رائد يركز على القضايا الرئيسية في جدول الأعمال الاقتصادي الدولي، لأنه يوفر منصة للمشاركين لتبادل أفضل الممارسات والخبرات لصالح التنمية المستدامة.

يقام المنتدى سنوياً منذ عام 1997، واعتباراً من عام 2005، يتم عقده تحت رعاية الرئيس الروسي، والذي يحضره أيضاً كل عام.

في عام 2021، كان المنتدى أول حدث تجاري بهذا الحجم يتم عقده في وضع حالة عدم الاتصال منذ الحجر الذي فرض على العالم لا بسبب جائحة فايروس كورونا.

كما تميز المنتدى باستخدامه لأحدث التقنيات الرقمية، كما استقبل في دورته الماضية عام 2022، أكثر من 14,000 شخص من 130 دولة، حيث كان من بينهم زعماء دول ورؤساء حكومات وكبار المسئولين التنفيذيين في الشركات الكبرى وخبراء معروفين عالمياً في مجالات الاقتصاد والعلوم والمجتمع المدني.

وكانت الفود المشاركة قد مثلت بوفودها الرسمية أكثر من 81 دولة.

وقد كانت خلاصة دورة المنتدى في العام الماضي إبرام صفقات وعقود بقيمة بلغت حوالي 5.6 تريليون روبل (105 مليار دولار)، حيث تم توقيع 691 اتفاقية في مختلف المجالات الاقتصادية والتجارية.

علاوة على ذلك، وبفضل أنشطة المنتدى، ارتفع الحجم الإجمالي للتجارة الخارجية الروسية في عام 2022 بنسبة 8.1٪ ، لتصل إلى 850.5 مليار دولار.

وفي الوقت نفسه، ارتفع الحجم الإجمالي للصادرات الروسية بنسبة 19.9٪، لتصل إلى 591.5 مليار دولار، حيث زاد الفائض التجاري 1.7 مرة مقارنة بالعام الماضي وبلغ 332.4 مليار دولار.

هذا العام ولمدة 4 أيام، يناقش قادة العالم ورؤساء الشركات والمؤسسات المالية والبنوك الروسية والأجنبية الكبرى، بالإضافة إلى كبار الخبراء من الأوساط الأكاديمية ووسائل الإعلام والمجتمع المدني مجموعة من القضايا الأكثر إلحاحاً في اقتصاد اليوم.

سيمثل المنتدى في نسخته السادسة والعشرين بمثابة نظرة مستقبلية للتنمية المستدامة المستمرة للاقتصاد العالمي، خاصة في ظل الاضطرابات الحالية الناجمة عن تحول التحالفات الاقتصادية الدولية، وتقلب مفاهيم العدالة الاجتماعية، وحالة عدم استقرار التجارة والسياسة والعلاقات الدولية.

لذلك، يعد هذا المنتدى مساحة ثقة واحدة توفر ظروف وفرص متساوية لجميع اللاعبين الاقتصاديين في جميع أنحاء العالم.

وفي هذا الصدد، ستعزز روسيا دور المنتدى في تحفيز قادة الدول وجميع الأطراف المعنية لزيادة قدراتهم في حل المشكلات العاجلة التي يواجهها العالم.

سيسمح ذلك لجميع المشاركين والضيوف تكوين ميزة إستراتيجية، وزيادة المصداقية وتسريع وتيرة التطور التدريجي في السنوات القادمة.

لقد تحول المنتدى إلى منصة اتصالات عالمية، حيث يمكن للمشاركين تقديم أفكار وبرامج لإيجاد حلول للمشاكل الاقتصادية والسياسية الملحة التي تهم روسيا بشكل مباشر والدول النامية في العالم، والتي يتقدم الكثير منها اليوم بسرعة لتكون من بين صفوف الدول المتقدمة، ومن أجل المواجهة المباشرة مع الدول الغربية، خاصة تلك التي لا تزال تولي ثقتها بسياسات واشنطن.

لقد تم فتح مجال للأعمال ومناقشات في المنتدى صفحة جديدة في علاقات روسيا مع دول القارة الأفريقية والشرق الأوسط.

وقد لا يخفى على أحد أن سياسة العقوبات التي تديرها الولايات المتحدة والدول الغربية دفعت موسكو إلى إيلاء أهمية خاصة لسوق إفريقيا وآسيا والعالم العربي، ونتيجة لذلك بلغ حجم التجارة الخارجية لروسيا مع الدول الأفريقية في عام 2022 حوالي 18 مليار دولار.

فلقد وضع الكرملين مهمة طموحة لمضاعفة دور وتعزيز السياسة الخارجية بحلول عام 2030 بينما زادت التجارة مع دول الشرق الأوسط بنسبة 83٪ خلال السنوات الخمس الماضية وحدها وبلغت 94.9 مليار دولار.

في علاقاتها الاقتصادية مع دول إفريقيا والشرق الأوسط، لا تعمل روسيا فقط كعميل أو كمورد للمنتجات، ولكن مشاركتها في برامج التنمية الاقتصادية هي أحد المؤشرات الرئيسية لاهتمام الطرفين باستمرار التعاون البيني، والحفاظ على المعايير التي تم تحديد شروطها.

ومن هنا، فإن المشاركة المباشرة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين تدفع إلى تعزيز موقف روسيا في مجال حفظ السلام العالمي، من خلال موقفها الإنساني والبناء في مواجهة الفوضى الدولية التي حصلت نتيجة الممارسات الأميركية والغربية، إذ لم تجد روسيا نفسها في حالة عزلة اقتصادية وسياسية كاملة نتيجة العقوبات.

سيكون المنتدى في نسخته السادسة والعشرون فرصة كبيرة لروسيا لتوضيح سياساتها وعزمها على تنسيق السياسات بشكل مستقل مع دول الشرق الأوسط وإفريقيا وجنوب شرق ووسط آسيا بشأن معظم القضايا المتعلقة بالتكنولوجيا والموارد الاستراتيجية بعيداً عن سياسات الغرب وإيجاد أسواق بديلة تقوم على التعاون والتكافؤ.

كان من المؤسف للغاية أن البلدان التي كانت يوماً في منزلة الصديق، اختارت أن تسلك طريق مغايير، حيث اتخذت تدابير فعالة لمنع مجتمع الأعمال والمسئولين في بلدانها من حضور المنتدى، واستمرت في هذه الإجراءات المؤسفة والتي تظهر اليأس على ما يبدو لممارسة مزيد من الضغوط، بعد أن تم فرض عقوبات تجاوز عددها 13,000 عقوبة متنوعة على روسيا، ولتي أضرت بهم وباقتصاداتهم.

في أوروبا، أصبحت رفاهية المواطنين لعبة في يد قلة من صانعي السياسة الذين ما زالوا لا يريدون الاستماع ولا رؤية حالة اقتصادهم الذي يفتخرون به.

في الواقع، كانت أيام التعاون المزدهرة مع روسيا والتي كانت الأب الروحي للازدهار الاقتصادي لأوروبا وتحسن جودة الحياة الأوروبية، ها هي الآن بدأت تنهار وتتفكك، مع الأنباء اليومية التي نسمعها عن ارتفاع معدلات التضخم وارتفاع الأسعار، وصعود في نسب البطالة، مع ارتفاع تكلفة المعيشة بشكل كبير بينما تصل الشركات إلى أدنى مستوياتها يوماً بعد يوم.

بالإضافة إلى ذلك، ومع زيادة الإضرابات التي تدمر معظم قطاعات الخدمات في أوروبا، فإن حقيقة الأمر تتطلب يقظة وصحوة نحو للاتجاه نحو الحقيقة.

Share it...

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *